التكاليف الخفية للأستاذ الجامعي في الجزائر: الثمن الذي يدفعه الأستاذ الجامعي ولا يعرفه العوام

الملخص

تهدف هده الدراسة إلى محاولة الوقوف عند أهم النقاط التي قد لا يدركها العوام عن مهنة الأستاذ الجامعي في الجزائر، وعن الثمن الخفي الذي يدفعه في مقابل سعيه الدؤوب للقيام بدوره على أكمل وجه. وهذا عبر دراسة تحليلية لآراء عينةٍ من الأساتذة الجامعيين في الجزائر، بلغت (209) فردًا، وذلك في الفترة من (29 أوت 2023 إلى 05 جانفي 2024).

وأسفرت هذه الدراسة عن مجموعةٍ من النتائج، والتي تؤكد على أنَّ الأستاذ الجامعي في الجزائر يعاني عديدًا من الضغوطات على مختلف المستويات المهنية والشخصية، المالية منها وغير المالية، كأعباء السكن، والتنقل، والسفر، والمشكلات الصحية، والاجتماعية، وضغوط العمل، والوقت، وغيرها. وأوصت هذه الدراسة بضرورة بذل المزيد من الجهود من أجل وضع إطار بيئي يحتوي الأستاذ الجامعي الجزائري، ويخفف عبء هذه التكاليف التي قد لا يدركها عامة الناس عن مهنته. ولا يجب أن تتعامل الجهات الوصية والهيئات الحكومية الجزائرية مع التكاليف الخفية للأستاذ الجامعي بمحدودية، وتحصر مشكلات وأعباء الأستاذ الجامعي في جملة مطالب قطاع التعليم العالي والبحث العلمي المرفوعة وفقط، وتحصر الموضوع في حدود المطالبة، بل يجب تبنِّي برامج وسياسات مرنة واقعية أو تلمس الواقع في هذا السياق، لفتح المجال وشحن هذا الموارد البشري الهائل من الأساتذة والباحثين في مختلف التخصصات لنهوض بالقطاع ككل، وجعله قاطرة حقيقة للمجتمع وللاقتصاد الوطني.