مقدمـــة:

    الحمد لله، والصلاة والسلام على خير نبي أرسل وعلى آله وصحبه، وبعد:

فإنّ علوم الحديث كانت -ولا زالت -حصناً حصيناً في الحفاظ على السنة النبوية، ورجال الحديث قد نالوا في ذلك طول الباع في مواقف النصرة والدفاع.. ومما يُظَن عند الجاهل -أو المعاند- أنه يجد اختلالاً في ضوابط أهل الحديث؛ يمكن من خلالها الطعن على السنة! ومن ذلك ما يطلقه الطاعن على صحيح السنة - كصحيح البخاري ومسلم - من وجود مرويات ضعيفة بسبب عنعنة من وصف بالتدليس!! ويمثّل لذلك بروايات سفيان الثوري وأمثاله من أئمة الحديث.. وللرد على مثل هذا سندرس هذه الشبهة من خلال المثال الذي يقاس عليه غيره، ونبحث علاقة حديثه المعنعن بالتدليس؛ من خلال هذا البحث اليسير الذي أسأل الله فيه التوفيق والإعانة والسداد..

وقد جعلت البحث ذا خطة مكونة من مقدمة، ومبحثين، وخلاصة:

أما المبحث الأول: ترجمة موجزة عن الإمام سفيان الثوري: اسمه ونسبه-مولده،ومكان ولادته- نشأته العلمية وعصره الذي عاش فيه- رحلاته- شيوخه- أبرز تلاميذه -منزلته عند الأئمة، وأقوالهم فيه-مؤلفاته وآثاره العلمية-بعض مواعظه وتوجيهاته-وفاته، ومكانها.

- المبحث الثاني: في العنعنة والتدليس: وفيه مطالب:

-  المطلب الأول: في معنى "العنعنة" و"التدليس" لغة واصطلاحاً

- المطلب الثاني: أنواع التدليس.

- المطلب الثالث: حكم التدليس: وتحت هذا المطلب: خمسة ملاحظ يُحتاج إليها في رواية الموصوف بالتدليس إن عنعن: وهي:

- الملحظ الأول: يفرّق بين مجرد عنعنة الراوي و ثبوت تدليسه في نفس هذه الرواية.

-  الملحظ الثاني: أنّ من  وصف بالتدليس لا يخرج عن ثلاثة أحوال:

- أن يدلس عن مقبول الرواية.

- أو يدلس عن مجروح.

- أو يدلس عن مجهول.

- الملحظ الثالث: ألا يكون مكثراً من التدليس.

- الملحظ الرابع: أن تُراعى طريقة حديث المدارس المشهورة بالحديث.

- الملحظ الخامس: البحث في قرينة تدل على عدم تدليس الراوي في عنعنته (أمثلة لبعض القرائن).

- المطلب الرابع: أنواع التدليس التي نسبت إلى الثوري وتحرير نسبتها إليه: (تدليس الشيوخ، تدليس الإسناد، تدليس التسوية).

- المطلب الخامس: حكم مرويات الثوري المعنعنة. 

- الخلاصة.

 سائلاً الله أن يتقبل عملي خالصاً لوجهه الكريم، وأن يختم لي بخير.