التجريد الهندسي في الاستلهام المعماري من الطبيعة (رؤية للاستيعاب التصميمي)
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
تعد فلسفة الفكرة من أهم مراحل التصميم المعماري، وتعتمد في نشوئها على مصادر إلهام متعددة, منها الطبيعة, والعمارة, والتراث, والأدوات, واللغات, والفلسفات الفكرية, والحضارات, والثقافات المختلفة لدى الشعوب. وخلال مراحل التاريخ المختلفة كانت الطبيعة هي المصدر الأكثر أهمية للاستلهام التصميمي، واستفاد منها الإنسان على مستوى الصناعة, والبناء, والفن, والرياضيات, والفلك, وشتى العلوم المختلفة. ولايزال الإنسان يحاول التنقيب فيها ليعرف أسرارها الكامنة, ويتعلم منها ما يفيد في شؤون حياته اليومية. وتعد العمارة من أكثر العلوم احتكاكا بالطبيعة واقتباساً منها، في مختلف تفرعاتها, كالتصميم, والإنشاء, ومواد البناء التي تستفيد وتستلهم منها أفكارها المختلفة. ويعتبر المعماريون الطبيعة الملهم الأول لأفكارهم التصميمية، وتتباين طرق تعاملهم معها, إما بالنقل, أو المحاكاة, أو التجريد. ويعد الشكل المعماري المستلهم تجريديا من الطبيعة من أكثر الأشكال بريقا وجذبا للمتلقي لقراءة محتواه التصميمي الغامض والمدهش, بل إن بعض المباني المصممة بهذا الأسلوب أصبحت رمزا وأيقونة تعرف بها هذه البلدان، كدار الأوبرا في سيدني. أما العمارة في العالم العربي عموما واليمن على وجه الخصوص فإنها تعاني من شحة هذه النماذج الفريدة والمستلهمة من الطبيعة، وإن وجدت في بعض الأقطار العربية فتكاد تعد بالأصابع، فضلا عن أنها مصممة من معماريين غربيين، وبعض هذه النماذج المستلهمة من الطبيعة تستلهم بطريقة النقل والتقليد، الأمر الذي يساهم في تشوية هذا الأسلوب المعماري، ويجعل المصممين يحاولون الابتعاد عنه خوفا من الفشل الناتج من ضعف عملية الاستلهام، لعدم وجود إطار عام متكامل لكيفية استخدام التجريد المعماري في الاستلهام التصميمي للأفكار المعمارية وهنا تكمن المشكلة البحثية.
الكلمات المفتاحية: الاستلهام، التجريد المعماري، الطبيعة، المصدر، الشكل.