الإنزلاقات الأرضية في الطرق الجبلية اليمنية أسبابها وكيفية الحد من تكرارها: دراسة حالة

Abstract

تتعرض العديد من المناطق الجبلية اليمنية من حين إلى آخر لإنزلاقات أرضية مسببة خسائر كبيرة  تتمثل في جرف المدرجات الزراعية المحدودة، بالإضافة إلى تدمير بعض المساكن وما قد يصاحب ذلك من خسائر بشرية خاصة وان أكثر من 75% من سكان اليمن يعيشون في إقليم المرتفعات الجبلية وبتشتت سكاني فريد حيث يبلغ مجموع التجمعات السكانية في اليمن 128475 مدينه وقرية و محلة يقع معظمها في إقليم المرتفعات الجبلية.  ترتب على هذا التشتت الكبير أثر سلبي  في مختلف المجالات الخدمية حيث أن الكثير من تلك التجمعات تتواجد في مناطق شديدة الوعورة مما يجعل من إيصال الطرق إليها أمر فيه الكثير من الصعوبات و المخاطر بسبب الإنزلاقات الأرضية المحتملة خاصة في موسم الأمطار وذلك  بسبب الميول الشديدة للكثير من المنحدرات حيث يصل إلى أكثر من 80 درجة في بعض الأحيان،  بالإضافة إلى تلك الظروف الطبيعية الصعبة يأتي دور الإنسان ليساهم أحيانا في إحداث مسببات إضافية لمثل تلك الكوارث عند إنشاء الطرق الجبلية مثل ضعف في عملية التصميم والإشراف أو لسوء إدارة التنفيذ.

في هذا البحث تم دراسة حالتين من حالات الإنزلاقات الأرضية المتعلقة بإنشاء الطرق الجبلية، وبتجميع المعلومات الممكنة عن الحالتين وتحليلها اتضح أن المسببات الرئيسة كانت من صنع الإنسان بالإضافة إلى بعض العوامل الطبيعية المساعدة – كالأمطار- ففي الموقع الأول كان السبب المباشر هو عدم التزام المنفذ بمعايير الأمان أثناء التنفيذ وكذا ضعف الدور الإشرافي حيث تم تشوين كميات ضخمة من مخلفات القطع الزائد عن حاجة الإنشاء على جانب الطريق في مكان غير آمن وبدون أي دراسة للموقع.  أما إنزلاق الموقع الأخر فكان سببه الرئيس القطع الراسي المفرط وما صاحبه من تفجير وكذلك اختيار فترة الشق في موسم مطير وبدون أي دراسة جيولوجية للمنطقة.

إن تجمُّع العوامل المسببة للإنزلاقات - البشرية والطبيعية - قد تجعل من عملية إنشاء الطرق الجبلية مصدراً من مصادر الكوارث خاصة إذا صدقت توقعات خبراء المناخ بتحولات مناخية "بعد زلزال تسونامي"  تجعل اليمن تحت تأثير الرياح الموسمية القادمة من المحيط الهندي، والمحملة بالأمطار الغزيرة.